بــــطريــــركيــــة الــــروم
الملكييــــن الكاثوليــــك

دمشق في 28/5/2013

نداء غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث
قبل انعقاد مؤتمر جنيف
"تعالوا إلى كلمةٍ سواء"
 

قال المجمع الفاتيكاني الثاني: "إنَّ آلام وآمال الناس، هي آلام وآمال أبناء الكنيسة". ويقول بولس الرسول: "إذا تألَّم عضوٌ تألَّمت معه سائر الأعضاء، وإذا فرحَ عضوٌ فرحت معه سائر الأعضاء". وقال أيضًا: "لقد أُعطينا خدمة المصالحة". ويقول القرآن الكريم: "تعالوا إلى كلمةٍ سواء". ويقول أيضًا: "أعضاء الجسد مترابطة. إذا مرض عضوٌ تنادت له الأعضاء بالحمَّى!"

انطلاقًا من هذه الآيات الكريمة والتعاليم السامية، نُعبِّر عن تفاؤلنا بانعقاد مؤتمر جنيف الثاني. ونوجِّه نداءَنا للمشاركة في هذا المؤتمر باسم الآلاف المؤلَّفة من الضحايا الذين سقطوا على أرض سورية الحبيبة، والأرامل والثكالى والأيتام والمعوَّقين والمرضى والمحزونين والمخطوفين والمفقودين والطلاب والشباب والشابات والمتشكِّكين والخائفين والمجروحين في ضميرهم ومشاعرهم، وكلّ إنسانٍ متألِّم في سورية...

باسم كلّ هؤلاء ومن منطلق مسؤوليَّتنا الرعويَّة، وبصفتنا رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكيَّة في سورية، نوجِّه هذا النداء: إلى روسيا والولايات المتَّحدة الأميركيَّة، الداعيَتين لهذا المؤتمر، وإلى جميع من سيشارك فيه من الدول والمنظمات وجميع أبناء سورية في الداخل وفي الخارج، في الموالاة والمعارضة: إعملوا كلّكم بثقة وبروح المصالحة والحوار والوطنيَّة الصادقة... أُبذلوا كلّ جهودكم لأجل إنجاح هذا المؤتمر. إنَّها فرصة هامَّة جدًا في مرحلة مفصليَّة حاسمة، وأمام أزمة تاريخيَّة مأساويَّة دمويَّة مدمِّرة هدّامة، هي الأكثر خطرًا في تاريخ سورية.

وليعلُ صوت المصالحة والحوار والتضامن والسلام على أصوات السلاح والتسلّح.

وننادي بأعلى صوتنا: يا جميع السوريين تعالوا إلى كلمةٍ سواء.

ونوجِّه نداءَنا بنوعٍ خاص إلى أبناء وبنات رعايانا لكي يرفعوا الصلوات والأدعية في الكنائس والأديار والأخويات والأنشطة الرعويَّة، وفي البيوت والعائلات، لأجل إنجاح هذا المؤتمر، ولأجل الأمن والأمان والسلام والمصالحة والحوار والتضامن والتواصل والمحبَّة بين قلوب جميع المواطنين.

وأقول مع صلواتنا:

"يا ربّ أعطنا السلام فقد أعطيتنا كلَّ شيء". "وطوبى لفاعلي السلام فإنَّهم أبناء الله يُدعَون".

وليكن طريق جنيف طريق السلام في سورية.
 

+ غريغوريوس الثَّالث

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك